الأحد، 15 مايو 2016

التخطيط الهندسي و المعماري لمدن حضرموت القديمه

من عواميد كانت تزين القصر الملكي في شبوة

لقد عرف تخطيط المدينة المعماري وهو أمر كان مجهولاً، بالاضافة إلى موقع بناء المعابد والمباني العامة، كما كشف التنقيب عن القصر الملكي المسمى في النقوش«شقر» و حصن (أنود) أنودم) الموضع الذي يحتفل فيه المكربين ملوك حضرموت فانه موضع ( العقلة) موضع قريب من(عرمويت) (حصن الغراب) و مدينة (مذب)(مذاب)واشتهرت بمعبد الإله(سين) ….الخ .

وقد أدى ذلك إلى تزويد الباحثين بمعلومات جديدة حول مواد البناء المستخدمة وتوزيعها، اسلوب تخطيط المباني العامة والمعابد والقصور، إلى جانب معرفة التقنيات المستخدمة في العمارة ومقارنتها بما هو معروف في البلدان والحضارات الأخرى..
وهذا أيضاً يدل إلى معرفة مدى ماتوصل إليه ممكلة حضرموت من رقي وتقدم حضاري كان أجريت على هذه المدينة بعض الدراسات الأثرية أهمها الحفريات التي قامت بها المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في عامي (1950 – 1951م ) حيث كشفت عن البوابة الجنوبية للمدينـة مساحتها التي تبلغ حوالي ( 200 قدم ) طولاً و ( 175 قدم ) عرضاً وكانت مشيدة بالأحجار المهندمة ذات أحجام كبيرة وتبلغ أبعاد بعضها فيما بين ( 360 × 0.40 × 0.77 م ) وقد نقش قسم منها بالكتابات المسنديـة التي وضعـت على جـانـبـي الـبـوابـة والـتي يبلغ عرضها ( 5,27 متر ) وعمقها ( 11 متر ) ، وسُمك جانبيها الغربي والشرقي ( 4.80 متر ) ، وكانت هذه البوابة محاطة ببرجين دفاعيين كبيرين ارتفاعهما حوالي ( 3 مترات ) فوق مستوى الأرضية المبلطة ، ويبدو أن البرج الأيسر للبوابة كان قد استعمل لسكن الحراسة ، وما تزال هناك منصة عالية كانت للحرس .
وكشفت التنقبات أن البوابة كانت معلقة إذ وجدت آثار أخدودين على هيئة أخدودين رأسيين على جانبيها المخصصين للأعمدة الخشبية الخاصة بالبوابة ، كما وجدت بعض القطع الخشبية فيها فضلاً عن عتبة البوابة ، ويؤدي مدخل البوابة إلى ساحة مبلطة ببلاطات مصقولة تمثل ساحة عامة تقع داخل البوابة ، على جانبيها عدد من المقاعد المبنية من الأحجار ،
ربما كانت هذه الساحة مخصصة لاجتماعات كبراء المدينة فيها للتداول والتشاور في الأعمال اليومية والإشراف على المبادلات التجارية التي كانت تجرى في هذه الساحة التي كانت تعتبر السـوق الرئيسي للمدينـة وفـي وسـط المدينـة تقريباً تنتصب مسلـة مضلعة ارتفاعها الظاهر ( 2.20 متر ) ، وأبعادها ( 30 × 52 سم ) .
وتشاهد في "وادي أنصاص" وفي خرائب "شبوة" بقايا سدّ وأقنية للاستفادة من المياه وخزنها عند الحاجة إليها. وهناك سدود أخرى بنيت في مواضع متعددة من العربية الجنوبية للاستفادة من مياه الأمطار وللسيطرة على السيول، وتحويلها إلى مادة نافعة تخدم الإنسان.

وأما حصن "أنود" "أنودم"، الموضع الذي يحتفل فيه الملوك عند تتويجهم وإعلانهم اللقب الذي يتلقبون به بعد توليهم العرش، فإنه موضع "عقلة" في الزمن الحاضر. وهو خربة على شكل مربع. 
وقد زار هذا المكان جملة أشخاص من الغربيين ووصفوه، منهم "فلبي"، وقد وجد فيه خرائب عادية ووجد عدداً من الكتابات الحضرية، هي الكتابات التي وسمت باسمه. ويشرف هذا الموضع على واد شد، فيتصل بتلال "شبوة".
و قد كان حصناً ومعسكراً يقيم فيه الجيش، لحًماية مزارع هذا الوادي، ولا بد إن يكون هنالك سبب جعل الملوك يختارون هذا المكان لإعلان اللقب الرسمي الذي يختاره الملوك لأنفسهم عند التتويج.
وعثر على كتابات عديدة أخرى، تتحدث عن تحصين "ميفعت" "ميفعة"، وعن تسويرها بالحجارة وبالصخر المقدود وبالخشب، وعن الأبراج التي أقيمت فوق السور لصد المهاجمين عن الدنو إليه. وذكر اسمها في كتابة "لبنة" "لبنا" التي هي من أيام المكربين في حضرموت.

وقد استخدم الحضارم القدماء وحتى اليوم وحدات قياس ثابتة في الأجزاء المعمارية ونظريات هندسية تقوم على النسب التشريحية لجسم الانسان وإسقاطها على ارتفاعات الجدران والأعمدة والمناطق غير المسقوفة مثل الفناء.
كما استخدموا نظام هندسي دقيق في تقنيات البناء من حيث استخدام الحجارة مختلفة الخامات في بناء الجدران إلى جانب نصب الأعمدة والتسقيف، بحيث شكل البناء وحدة معمارية مترابطة وقوية بدون استخدام مواد رابطة.
_ وكان قصر شقير في شبوة القديمة وسوق شمر في عسيلان والذي شرع اول قانون تجاري في العالم قانون 
نبض قلبي حضرميا