الحضرمي في المهجر
غادر وهو في العاشرة من عمره الى احدى الدول للعمل عمل خادما بالبيوت
عانى فراقه لامه وهو طفل احوج مايكون لاهله . يرى ابناء رب عمله منعمين وبين اهلهم وهو في حال يرثى لها
تحمل الم الفراق تحمل الاهانات التي توجه له من رب عمله وزوجته وابنائه دون ان يحرك ساكنا فهو بحاجة العمل .
في حال تم طرده لامأوى له في بلاد الغربه فهو لايملك المال فكل مايحصل عليه يرسله لاهله كاملا . لم يعرف مرحلة الطفولة لم يعرف اللعب .
يذهب الى الاسواق لشراء مستلزمات البيت يوميا ويرى الاطفال في الطرقات منهم من يذهب الى الكتاتيب ومنهم من يذهب الى المدرسة وهو مجرد خادم في هذه السن .
مااصعب هذه الحياة . ترمي له الاسرة التي يعمل لديها فضلات الطعام ليقتات بها فهو والماشية سواء بنظرهم مااتعس هذه الحياة بنظره .
مرت الايام عليه واليوم يعد بسنوات بما فيه من مراره والم وبلغ سن البلوغ . اخذه رب عمله الى المخزن التابع لتجارته ليعمل به اجيرا حيث يصعب ايقائه بالمنزل وهو بالغ
عمل اجيرا تحمل اكثر مما يحتمل - عمل حمالا - ثم بائعا واتقن فنون البيع والشراء وكانه فطر عليها , عرف بامانته وحسن خلقه .
وحين بلغ الثامنة عشر نوى السفر الى بلاده لرؤية امه واهله , سافر ومعه بعض المال ظنا بانه لن يعود الى الاغتراب بما جنى , فرحت اسرته بوصوله , عادت اليه الحياة بين اهله .
اصر الاهل ان يتزوج واقيمت له الافراح وبقي مع زوجته ستة اشهر , وطلبت منه اسرته العوده للاغتراب لطلب الرزق فقد زادت المسئولية والحمل .
سافر تاركا اهله ظنا انه سيعود قريبا , وماهي سوى ايام حتى وصلته رسالة بمولود له وقد تمت تسميته تيمنا باسم جده , حتى الاذان في اذن ابنه حرم منه وتسمية ابنه صودرت .
ظل يعمل وطموحه ان يستقل بعمل خاص به , الى ان افتتح متجرا صغيرا له ولمعرفة اهل السوق به وبامانته تعاملو معه وزودوه بالبضائع وبزغ نجمه في التجاره . واشتاق لبلاده
ولرؤية زوجته التي فقد ملامحها في مخيلته فهو لم يعرفها سوى ستة اشهر وغاب عنها عشر سنوات . عاد وعمره في الثامنة والعشرون وابنه عمره تسع سنوات وبضع شهور .
انكره ابنه فهو غريب بنظره لايعرفه بقي مع اهله ولكن قلبه معلق بتجارته التي تركها بيد عمال وكانت الايام ثقيلة عليه وهو بين اهله لم يتم ستة اشهر وسافر لمقابلة عمله .
عاد الى عمله واهتم بتجارته . وصلته رساله بوفاة والدته وكان يوما حزينا بالنسبة له فقد حرم منها وحرمت هي منه في طفولته وشبابه .
لم يبقى له في حضرموت سوى زوجته وابنه . فاخواته قد تزوجن , اتخذ قراره باحضار اهله الى مكان اقامته والعيش معه وتم ذلك له ,
الحق ابنه بالمدرسه لاكمال تعليمه والمدرسه تضم العديد من الطلاب من جنسيات مختلفه بعضهم عرب وبعضهم من دول غير عربية , كسب ابنه صداقات مع هؤلاء الطلاب,
الا ان علاقته توطدت بطالب مصري , وعند انتهاء السنه الدراسية يسافر المصري واهله الى وطنه للزياره ويعودو عند انتهاء الاجازه ويحكي الطالب المصري لزميله الحضرمي
بعجائب مصر ومافيها من مناظر ونيل وحضاره وتبادر الى ذهن المصري سؤال وجهه للحضرمي انت لم تخبرني عن بلادك ومافيها وكانت الاجابه صادمه ماأعرف شي عنها كنا في قرية صغيره واتينا الى هنا فقط .
هم لديهم بلاد ونحن لايوجد لدينا بلاد .
ماهذا الاحباط الذي اصاب الاب ويعلمه ابنه ,
هل سيبقى الاب يكرر قوله لايوجد لدينا بلاد ؟
دوام الحال من المحال فقد خرج الحضارم من عدة دول خاليي الوفاض اثر قلاقل قامت بهذه الدول .
صدقت النبوءه بدا ابناء البلد يطالبو بالاعمال وهذا حقهم المشروع , وهذا وطنهم , هم احق بالتعليم والعمل في بلادهم .
فماذا انت فاعل ايها الحضرمي
هل ستبحث لك عن اغتراب في دولة اخرى ؟
ام تبقى وانت تعرف ان القادم مظلم لامحاله .
هل ستقبل اسرتك وابنك العوده الى الوطن والقرية .
ربما يقبلو فحالك قد يكون افضل من غيرك ,افضل من ولد وابنائه واحفاده في المهجر .
لسان حال بعض الحضارم ماذا قدمت لنا حضرموت وهو سؤال مشروع .
وايضا هناك سؤال مشروع ماذا قدمت انت لحضرموت .
يقول الاقتصاديين لاتضع البيض كله في سلة واحده .
الحضرمي اينما حل يعمل ويرزقه الله الا انه يقطع الامل والرجاء بالعوده لوطنه , وهذه غلطتنا جميعا .
من ولد وابنائه واحفاده في دول الاغتراب لو طلب منك الرحيل اين ستسكنو هل لديكم مساكن في بلادكم او تسكنو في مخيمات اللاجئين .
متى نتعظ مما مر بنا .
الهروب الى الامام دليل فشل فمن اغتراب الى اغتراب
حضرموت وطننا وواجب علينا ان نعمل لاستعادتها من اجل ابنائنا ومستقبلهم .
حضرموت المستقبل