الجمعة، 27 يناير 2017

عند الصباح يحمد القوم السرى


عند الصباح يحمد القوم السرى
    كتب :  أحمد عبدالله
لاشك أن للحروب أوزارها وضحاياها وتبعاتها ، وأن خسائرها فادحة في الأرواح والعتاد والأرض ، وأن جراحها عميقة ، وليس هناك إنسان عادي أو مسؤول عن شعب يسعى إليها أو يرضى بها ، ولكن في ظروف  كثيرة تفرض نفسها تحت مبررات وأوهام سخيفة على أمة من الأمم أو شعب من الشعوب ، وهذا ما حدث بالنسبة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي حيث وجدوا أنفسهم في لحظة من الزمن في مواجهة الخطر الإيراني بواسطة وكلائه الحوثيين وحليفهم المتورم على صالح..
 وإزاء ذلك اضطرت دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الى التدخل في حرب اليمن دفاعا عن كياناتها وعقيدتها وأمنها القومي  وكانت (عاصفة الحزم)
 والحرب في اليمن التي اضطرت دول الخليج الى التدخل فيها أول ما انفجرت كانت بمغالطات وضحك على البسطاء ودغدغات عواطفهم حول حقوقهم ومستلزماتهم اليومية ، ألا وهي الثورة ضد (الجرعة) وهي الزيادة في سعر المحروقات وصدق البسطاء والمغفلون هذا الطرح وانساقوا وراءه ، ولكن دهاة الشيعة وسماسرتهم كانت أهدافهم أبعد من ذلك فقد كانوا يهدفون الى ابتلاع اليمن الاستيلاء على ثرواته ، واجتاحت جحافل البدو الجهلة من مران اليمن كله ولم تقف عند العاصمة صنعاء التي كان من المفروض أن تكون محطة المطالب المشروعة للشعب واستباحوا الأموال وقتلوا الأنفس بغير ذنب في سبيل الوصول الى الهدف الأسمى وهو تشيع أهل اليمن وتسليمهم وبلدهم للفرس الإيرانيين الشيعة..
ولنا أن نتصور كيف سيصبح اليمن لولم تتدخل (عاصفة الحزم) ، فقد كان سيصبح أهله يبكون الحسين الذي لم يشاهدوه ولم يحضروا مقتله فيضربون صدورهم ويسفكون دماءهم بضرب السيوف ويضربون ظهورهم بالسلاسل حتى تدمى ويزحفون على بطونهم حتى تجرح والأخطر من هذا وذاك أن هذا الزحف لو انتصر لاتجه نحو الحرمين الشريفين ، وشمال الجزيرة العربية وشيع الجميع بالترغيب والترهيب كما يفعل الملالي اليوم بنصب المشانق في الشوارع للمعارضين السنة..
 وإذا حدث ذلك لا سمح الله ستشاع مفاسد الشيعة وعلى رأسها زواج المتعة وغيرها من المتع ناهيك عن إفساد الدين بأفكار بعيدة عن رسالة محمد عليه الصلاة والسلام وسنة صحابته وتلاميذه من بعده..
 ومن هنا كان لابد من (عاصفة الحزم ، ثم إعادة الأمل) ، وكان قرار المملكة العربية السعودية ومن وراءها دول الخليج والتحالف العربي بالتدخل في اليمن بعد اجتياح الشيعة الحوثة قرارا صائبا وحكيما ومسؤولا، وكان له هدفان درء الخطر عن الحرمين الشريفين ، وإنقاذ اليمن من براثن إيران الفارسية التي تسعى لوضع قدمها في جزيرة العرب التي فشلت في شمالها فأتتها من الجنوب بواسطة  السماسرة وتجار الحروب..
 ويتساءل البعض عن إطالة الحرب مع تكلفتها الباهظة ، والإجابة على هذا السؤال أن الأمر أخطر بكثير مما يظن الإنسان العادي ، فخطر القضايا الفكرية المذهبية يفوق خطر المطالبات الحقوقية والسياسية ، فتحويل اليمنيين من سنة وزيدية تعايشوا قرونا طويلة الى المذهب الشيعي أمر يتعدى كل الخطوط الحمراء ، فهو كالمرض السرطاني إذا لم يقضَ عليه سيقضي على الأمة بخرافاته وخزعبلاته ؛ ولهذا لن ينفع معه العلاج الوقتي والمسكنات ، فالأمراض المزمنة تأخذ وقتا طويلا في علاجها واستئصالها..
 لذلك كله فإنه مهما كبرت التضحيات ، وعظمت الخسائر ، فإنها في الحقيقة لا تساوي كثيرا عند الأهداف التي يسعى الى تحقيقها اليمن والتحالف العربي ، فالمد الشيعي بواسطة وكلائه ومرتزقته الحوثيين ومن والاهم يعدون أخطر فيروس يريد أن يقضي على أمة بأكملها ويحولها من دينها الذي ارتضاه الله لها الى دين مشوه مخلوط بالخرافات والبدع ومن أضل هذا الضلال أنه لايمر أحد على الصراط إلا بإذن الإمام علي ، ناهيك عن شتم الصحابة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عن الجميع..
 وللأسف فإن التحالف الذي تدخل لإنقاذ اليمن وهو يعرف صعوبة الموقف ، قد واجهته مشاكل كثيرة ، وصعوبات جمة ، ربما ماكان يتوقعها وما كانت في حسبانه ، فقد حدثت خيانات وغدر واغتيالات ، كما حدثت سرقات ، ونهب لعتاد عسكري وغير عسكري وتجاوزات كثيرة ، وارتباك سياسي وعسكري ، وخلافات أدخلت التحالف في دوامة ومتاعب كثيرة ، وكان صبره عظيما ، فإنقاذ سفينة من الغرق تحمل أمة ليس أمرا سهلا..
 ورغم ما تحمله التحالف من أعباء مادية وبشرية ومخالفات هنا وهناك ، وخلافات سياسية ، فلازال متماسكا يؤدي مهمته بكل قوة وأمانة وصبر حتى يستأصل هذا الداء الخطير الذي يهدد الجزيرة العربية بأسرها.
 ومن المؤسف له أن التعاون مع التحالف العربي فيما يبدو ضعيفا وكان يجب على الشعب اليمني كله شافعيه وزيديه الوقوف بكل قوة وحزم معه إزاء ما تحاك له من مكايد..
 ومهما كانت التضحيات كبيرة ، والخسائر كثيرة في الأرواح والعتاد ، فإن النصر قادم لا محالة ، وعند ما يأتي النصر ، فإن الجروح ستندمل ، والخسائر ستعوض ، وسيبقى الوطن نظيفا مؤمنا، وحينئذ:
   يحمد القوم السرى

حضرموت المستقبل