الجمعة، 8 أكتوبر 2021

السفر في حضرموت بالجمال عام 1886


السفر في حضرموت بالجمال عام 1886
ترجمة من كتاب فان دن بيرخ (حضرموت والمستوطنات العربية في الأرخبيل الهندي)

د.مسعود عمشوش
(في عام 1886 حرص الهولندي فان دن بيرخ على تضمين كتابه ما يمكن أن نعده مرشدا سياحيا أو دليلا للسفر للغربيين الذين كانوا حينها يتوقون للتوغل داخل حضرموت. لكن من المؤكد أن معلوماته كانت تقريبية إذ أنه لم يزر حضرموت وبحاجة إلى تصويب)
بالنسبة للرحلات التي سأذكرها في الصفحات الآتية، لجأت في المقام الأول للناس الذين سافروا في البلاد سيرا على الأقدام. لأنه يمكننا بهذه الطريقة الوصول من مكان إلى آخر في خط مباشر. أما الحمير، وبشكل خاص الإبل، فلا يمكنها أن تسلك ممرات المشاة، وبالتالي عليها أن تتقدم عبر منعرجات طويلة في كثير من الأحيان.
وقد استنتجت أن الحضرمي، حينما يسير في السهل، في أرض عادية، يمشي بمعدل ستة كيلومترات في الساعة. و هذا الرقم يمكن أن يبدو للوهلة الأولى مبالغا فيه. لهذا أريد أن أشير إلى أنه حصيلة حسابات واستنتاجات شخصية قمت بها في الأرخبيل الهندي. وبطبيعة الحال، لن نرى في حضرموت قاضيا أو غنيا بارزا يسير بهذه السرعة، فهؤلاء يركبون الحمير أو الجمال عندما يسافرون. والحمار يمشي مثلما يسير الإنسان، أما جمل الحمول فسرعته لا تتجاوز الأربعة كيلومترات في الساعة.
ويمتد يوم السفر مشياً على الأقدام من الساعة السادسة إلى الحادية عشرة صباحا ومن الواحدة ظهرا إلى الرابعة أو الخامسة عصرا، أي ما يعادل ثمان أو تسع ساعات، وهو ما يسمى: مرحلة. وفي اليوم الواحد تقطع قافلة الجمال المحملة مسافة تتراوح بين 32 و36 كيلومترا، بينما يقطع الرجل الذي ليس لديه جمل مسافة تتراوح بين 48 و54 كيلومترا، هذا في حالة أن الطريق مستقيم ويقع في أرض خالية من التضاريس الصعبة. أما بالنسبة للـ(مُكاتِب) [الشخص المكلف بنقل الرسائل] فمسيره لا ينحصر في ساعات النهار المذكورة، ويقطع في الظروف الطبيعية مسافة تتراوح بين 80 و96 كيلومترا في الساعة. وفي البداية لم آخذ هذه المسافات على محمل الجد، لكن أشخاص موثوق بهم أكدوا لي صحتها، ثمّ أنني رأيت بعيني حضارم في الأرخبيل الهندي يمشون بطريقة سريعة جدا، وهو ما أجبرني على التسليم بصحة تلك المسافات.
وبناءً على هذه المعطيات قمت بتقدير المسافات والزمن اللازم لاجتيازها في الصفحات الآتية. وأوكد أنني لم أكتف بطرح أسئلتي على شخص واحد، وأن المسافات المبيّنة أدناه هي متوسط لعمليات حسابية أخذت بعين الاعتبار الزمن المطلوب للانتقال من مكان إلى آخر. والملاحظة نفسها تنطبق على الاتجاهات، التي لم يتم إخضاعها لدقة البوصلة وتظل بالضرورة تقريبية. ونستنج مما سبق أن طول نهار السَّير (المرحلة) في حضرموت يمكن أن يغطي مسافات متباينة جدا. لهذا السبب لم أستخدمه كوحدة لحساب المسافات.
أولا- السفر من الشحر إلى سيؤن وتريم
- من الشحر إلى مشراف 8 كلم شمالا
- من مشراف إلى تبالة 12 كلم شمالا
- من تبالة إلى عَرَف 58 كلم شمالا
- من عرف إلى حقة وحقلة 12 كلم شمالا
- من حقة إلى حقلة 4 كلم شمالا
- من حقلة إلى أسفل جبل العرشة إلى 8 كلم شمالا وشمال غرب
- من أسفل جبل العرشة إلى مخنق (عبول " 'Aboul) 20 كلم شمالا
- من أسفل جبل العرشة إلى أسفل جبل الفقرة 22 كلم غربا
- من أسفل جبل العرشة إلى أسفل جبل (طمحة) 26 كلم شرقا جنوب شرق
- مخنق (عبول) إلى مقد العبيد 56 كلم شمالا
- من مقد العبيد إلى العيص 60 كلم شمالا وشمال شرق
- من العيص إلى غيل بن يمين 15 كلم شمال غرب
من الشحر إلى سفح جبل العرشة يتقدم الطريق دائما إلى الأعلى، لكن إيقاع الصعود ليست متسارعا. وتعد قمة جبل العرشة الأكثر انحدارا في حضرموت؛ فهي عمودية تقريبا. وبعد أن يتم تجاوز مضيق العبول يصعد الطريق مرة أخرى حتى مقد العبيد. ومن هناك تنحدر الطريق في وادي حزيزة الضيق الذي يقودنا إلى قرب العيص، وهي قرية تقع في سفح هضبة غيل بن يمين. وبعد اجتياز تلك الهضبة ينزل المسافر إلى ((وادي قوضة Qawdah)).
من غيل بن يمين إلى وادي عِدِم 23 كلم شمال غرب
من نقطة التقاء وادي عدم مع قوضة إلى الغُرَف 24 كلم شمالا
من الغرف إلى تاربه 11 كلم غربا ثم شمالا ثم غربا
من الغرف إلى السويري 5 كلم شمالا [وشمال شرق]
من تاربه إلى سيؤن 20 كلم غربا
من السويري إلى تريم عبر الفالوقة أو عبر حيد قاسم (انظر الجزء الثاني والجزء الثامن)
وقد اتخذت مقاييس السفر التي انتهيت من ذكر تفاصيلها قاعدة لاحتساب المسافة بين وادي حضرموت والساحل، وذلك لوضوح مراحلها ومحطات التوقف بها، وهناك طرق أخرى للسفر من الساحل إلى الداخل، لكنني لم أتمكن من قياس مراحلها، لذلك لم أستخدمها إلا لتحديد موقع بعض البلدات في الداخل وبشكل تقريبي. وقد قمت بوضع مواقع تلك البلدات في الخريطة من خلال التوفيق بين المعلومات المستقاة من الطريق التي فصلتها والطرق الأخرى.
من الشحر إلى تبالة (انظر الجزء 1)
من تبالة إلى سفح جبل الفرقة 80 كلم شمالا وشمال شرق.
من سفح جبل الفرقة إلى باثي (Bathi) 48 كلم شمالا وشمال شرق.
من باثي إلى ريدة المعارة 15 كلم شمالا.
وتقع باثي وريدة المعارة في الطريق بين جبال عبد الله غريب والقوز (انظر الفقرة 5 من الجزء التاسع). ومن ريدة المعارة يستطيع المسافر مشيا على الأقدام أن يصل إلى جول (حورو Huro) في يومين. وأكد لي بعض المسافرين أن المسافة بين النقطتين تبلغ 90 كلم باتجاه الشمال الشرقي، أي أن المسافر يقطع 45 كلم في اليوم، في حين أنه يمكن أن يقطع ما بين 48 و52 كلم في اليوم في السهول. وإذا ما أخذنا في الاعتبار اختلاف التضاريس بين السهل والجبال، وبين الطريق المباشر والطريق المتعرج، يبدو لنا أن ضياع الستة كيلومترات لا يمكن أن تدفعنا إلى الشك في دقة الأرقام التي سبق إن قدمتها.


من يستطيع أن يصوب هذا الأسماء؟
(حورو Huro) باثي (Bathi) ((وادي قوضة Qawdah)) طمحة


نقلاً من صفحة تاريخ وتراث حضرموت التي يحررها الباحث في تاريخ وجغرافية حضرموت
الأستاذ /أبو صلاح حسين صالح بن عيسى عمر بن سلمان
*منقول

حضرموت المستقبل