الأحد، 4 سبتمبر 2016

حينما الكلُّ ينتظر الحضارم.. نحن غير جاهزين ...!!

حينما الكلُّ ينتظر الحضارم.. نحن غير جاهزين ...!!
كتب : منصور باوادي
22/08/2016 08:11:55





احتاج الزير سالم حدثاً فضيعاً كمقتل أخيه كليب كي يوقظه ويحمِلَه على مغادرة حياة اللهو والخمر ليقود حرباً من أشهر حروب العرب التي دامت عقودا من الزمن وأصبحت مثلا للجاهلية الجهلاء.


ما نحن فيه في حضرموت لعله يذكرنا بحال الزير سالم وانتفاضته المتأخرة والمبالغ فيها إلى حد الجنون.
فمتى تنتفض الحمية الحضرمية ليلتئم شملها ويتحد موقفها؟

نحن جمعنا بين الفرص المتاحة والتفريط في حسن استغلالها وإدارتها.

ما أن تجلس مع حضرمي حتى يبث لك همومه وشجونه, ويشكو حاله المستعصي على العقلاء.

مصيبة الحضارم أن كثيرا منهم يريد أن يكون هو صاحب السبق, ويأنف التبعية لأخيه الحضرمي.

ففي الرياض مثلا أكثر من تجمع حضرمي, وكلها لم يرقَ الهمُّ الحضرمي لجمعها واتحادها.

كل تجمع يعمل بعيدا عن الآخر, وكلُّ من وجد خيطاً موصلاً للدولة جمع حوله من يراهم ويعرفهم ليتجه بهم نحو السلطة, ويقدم ما يسمى "مطالب حضرموت".

وما أن ينتهي الأول حتى يبدأ الآخر في تجميع أصحابه ليلجوا باب الدولة ويقدموا وثيقتهم الخاصة بهم ويسمونها "مطالب حضرموت" أيضا.
وهكذا الحال مع الثالث والرابع والخامس وهلمَّ جرا.

حال مقرفة, ووضع مؤلم, وتمرُّ السنون والحضارم يتسابقون لأخذ الصور مع الرئيس أو نائبه أو رئيس حكومته ويتوافدون عليهم جماعات وكأن حضرموت تمتلئ بالأقليات والطائفيات والإثنيات.

يا قومنا دعونا نتبنى دعوة تجمَعُ كلَّ الاتجاهات الحضرمية أولا قبل أن نذهب للدولة ورجالها.

وحينما نذهب للدولة؛ نذهب كمكونات حضرمية لا مجموعة شخصيات وأعيان.

نحن إلى الآن لم نجتمع على مجلس حضرمي واحد يرفع صوتنا ويتبنى قضيتنا.

لهذا فنحن آخر من تتم استشارته وآخر من تُلَبَّى مطالبه, وآخر من تفكر فيه الدولة.

أجمل ما في الحضارم أنهم خبراء زوبعة وضجيج وزعيق بأصوات عالية جدا.
ولكنهم إلى الان لم يتعدوا الظاهرة الصوتية.

وسرعان ما ينقضوا غزلهم مباشرة, ليعودوا ويبدؤوا الغزل مرة ثانية.

فالذين هرعوا إلى أبواب الدولة, لم يفكروا أبدا أن يدعوا المكونات الأخرى كشريك مهمّ وليس كتابع مكمّل, بل فضلوا الذهاب وحدهم, فتأخذ الحميَّةُ الفصيل الآخر ليثبت رجولته هو الآخر ويذهب وحيدا دوان مشاركة الفصيل الثالث, وهكذا كأننا في دوامة.

حالة التعدد هذه غالبا ما تكون سيئة ومضرة جدا في حالة الحرب, لأننا نحتاج لاجتماع واتفاق عاجل جدا لتجاوز الحرب, وأما حالة الاستقرار والأمان والحياة الطبيعية للدولة, فلا مانع من تعدد الآراء والمكونات ووجهات النظر.

هذه جزئية قلما ينتبه لها أحد.

من يستطيع أن يساعد الحضارم في الخروج الآمن من مأزق السير الكهربائي؟

الذي أراه أن أفضل من يملك ذلك هم كبار رجال الأعمال الحضارم السعوديين, هؤلاء هم من يستطيع أن يخلصنا من الشتات لقدرتهم على جمع أكبر عدد ممكن من اللفيف الحضرمي.

نعم, إذا بادروا وجدُّوا وحرصوا على جمعنا.

ولكنهم يشكون حالهم مثلنا تماما, ولا أدري أهي شكوى حقيقية أم هو التعذّر والتهرّب والنأي بالنفس.

لاشك أن وضعهم يختلف عن وضعنا, لكني لا أظن أنهم عاجزون تماما.


هناك حالة من الحذر الشديد تتملكهم وتسيطر عليهم وتجعلهم يهابون لعب أي دور فعال ومثمر في هذا الجانب تحديدا.


فهم يراقبون عن بعد, يقدمون رجلا ويؤخرون ألفا, يبتسمون لهذا وهذا, ويوافقون هذا ويؤيدون هذا, وهذا هو الحال الظاهر.

لا يريدون تصدّر المشهد في صورة عمل سياسي يجمع الرأي الحضرمي, ربما لحساسية حالهم ووضعهم.

لكن يبقى الحلَّ الأنجع لنا كحضارم بيدهم, بمعنى أن فرص نجاح مشروعنا عبرهم أكبر من نجاحه مع غيرهم.

وما لم يتبنَّ رجال الأعمال مشروعاً يجمع الحضارم على صيغة توافقية, سيظل الواقع الحضرمي ينتج لنا مكونات ورؤوسا حضرمية متنافرة غير متكاملة.

نبض قلبي حضرميا