الأحد، 4 سبتمبر 2016

حضرموت وعدن؛ مَن يقود مَن ...؟؟

حضرموت وعدن؛ مَن يقود مَن ...؟؟
كتب : منصور باوادي
30/08/2016 19:00:56





العقلاء فقط هم من يرون مسار الأحداث الصحيح وإلى أين تتجه, والمآلات التي تنتظرها في أحد منعطفاتها وزواياها.


والغوغائية هم من يتبعون صوت الطبل والمزمار ويسيرون خلفهما مطأطئين دون النظر في سلامة الطريق وأمنها.

ويظهر أن المرحلة الراهنة قد اعتلى ظهرها لفيف من الذين لا يعرفون غير الصياح والزعيق دون اهتداء, وغاب عنها أهل الحِجَى وأرباب العقول والنظر.

هناك تقصّدٌ جنوبي متعمد لتغييب كل صوتٍ عاقلٍ واعٍ, وفتح الساحة برمتها للمشاغبين والمشاكسين ليرفعوا عقيرتهم حتى يملؤوا السماء ضجيجا ويحجبوها عن العقلاء.

وعلى هذا فمن يُمعِن النظر جيدا في ما عليه الحال في الجنوب وحضرموت, ويبتعد قليلا عن أهل التشغيب والتهييج, ويتناول الخارطة السياسية من جميع أبعادها, يدرك بما لا يدع مجالا للشك أنها تسير في غير مسارٍ صحيحٍ ولا سليم.

لو كان رفاق حضرموت عقلاء بما فيه الكافية, لعرفوا كيف يخدمون قضيتهم وكيف يسوّقون لمشروعهم وذلك عبر جعل حضرموت أنموذجاً للإقليم المستقر الذي تعافى من حمى الحرب, وشق طريقه نحو بناء المؤسسات وتوفير الخدمات واستقرار الأمن وبناء الدولة.

لكنهم وللأسف الشديد حريصون على جنوبتها أي " إقامة العقبات في طريقها ", بغض النظر عن المآلات والعواقب, ويتعمدون غضّ الطرف عن بركان عدن الخامل الذي تضطرم نيرانه في جوفه, ويوشك أن يخرج ما فيه ليأتي على كل ما يدبّ على ظهره.

هم مهووسون بالحالة الثورية حتى بعد أن تغيرت المعادلة, وأصبح حالهم يشبه إلى حد كبير حال الثور الإسباني حينما ينقضّ على الخرقة الحمراء, ولا يفكر أبدا في السيف الذي يحمله المصارع باليد الأخرى والذي فيه حتفه.

تغشاهم حالة إصرار عجيبة على جَرِّ حضرموت للنموذج العدني بينما لا يحرصون على جَرِّ عدن التي تعيش المأزق والمشكلة للنموذج الحضرمي.

هم يرون الساحة العدنية تتخبط وتغرق كل يوم في المناطقية, ويرون الصراع الذي لم يعد مخفيا بين الأطراف النافذة في عدن, فيغمضون أعينهم عن كل هذا الخطر الكامن, ويهرولون للأمام ويريدون من حضرموت أن تهرول معهم.

من ينظر لحضرموت جيدا لا يرى للمناطقية أثر فيها, وجميع أبناءها يشكلون أسرة واحدة متلاحمة, فلماذا يصرُّ هؤلاء على دخولها دائرة "صراع المناطق" الذي تشعله الأطراف الجنوبية(أبين/يافع/ضالع)في عدن.

لو كان فيهم عاقلاً واحداً لما أظنه إلا صارخاً بأعلى صوتٍ في حنجرته؛ علينا أن ننأى بحضرموت عن مأزق عدن, لتُشكّل أنموذجا ناجحا لما بعد الحرب, مرحلة بناء المؤسسات والخدمات والإنسان, بحيث تحتذي بها كل المناطق المجاورة وهكذا تنتشر العدوى الإيجابية والصحية لننتشل المنطقة من صراع تداعيات الماضي.

إني ناصحٌ لهم, فهل بقي في رفاق حضرموت عقلاء يفكّرون جيدا,أم أن القوم من النوع الذي لا يجيد إلّا الطبل والمزمار ومحترفي السبِّ والشتمِ والتنقيص على مواقع التواصل الاجتماعي, أو ربما هناك مآرب أخرى لا نعلمها نحن ولا من معنا.
المصدر / حضارم نت 
نبض قلبي حضرميا